ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح
علني ياجد من بلوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح
فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيب
وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب
ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء
انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا
فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا
وستبقى في ثراها عافراً منجدلا
وكأني بلئيم الاصل شمراً قد علا
صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
وكأني بالأيامى من بناتي تستغيث
سغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث
بينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قرة عين المصطفى والمرتضى
رحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا
مقتدى الأمة والي شرقها والمغربين
حين نبأ آله الغر بما قال النبي
اظلم الافق عليهم بقتام الكرب
فكأن لم يستبينوا مشرقاً من مغرب
غشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق
يقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فأتته كتب الكوفة بالعهد الوثيق
نحن انصارك فاقدم سترى قرة عين
بينما السبط باهليه مجداً في المسير
فاذا الهاتف ينعاهم ويدعوا ويشير
ان قدام مطاياهم مناياهم تسير
ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فعلا صهوة ثان فأبى ان يرحلا
فدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا
قيل هذي كربلاءٌ قال كربٌ وبلا
خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكرين
ها هنا تُنتزع الارواح من اجسادها
بظبى تعتاض بالاجساد عن اغمادها
وبهذي تُحمل الامجاد في اصفادها
في وثاق الطلقاء الادعياء الوالدين
وبهذي تيأم الزوجات من ازواجها
وبهذي تشرب الابطال من اوداجها
وتهاوى انجم الابرار عن ابراجها
غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
وأطلتهم جنود كالجراد المنتشر
مع شمر وابن سعد كل كذاب اشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر
واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يحسبون البيض اذ تلبس فيض القلل
بيض انس يتمايلن بحمر الحلل
فيذوقون المنايا كمذاق العسل
شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين
بأبي انجم سعد في هبوط وصعود
طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود
كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
بأبي أقمار تُمٍ خسفت بين الصفاح
وشموساً من رؤوس في بروج من رماح
ونفوساً منعت ان ترد الماء المباح
جرعت كأسي اُوام وحمام قاتلين
عندها ظل حسين مفرداً بين الجموع
ينظر الآل فيذري من اماقيه الدموع
فانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموع
غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين
فاتحاً من مجلس التوديع للأحباب باب
فاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صاب
موصي الاخت التي كانت لها الآداب دأب
زينب الطهر بأمر وبنهي نافذين
أخت يازينب أوصيك وصايا فاسمعي
انني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي
فاصبري فالصبر من خيم كرام المترع
كل حي سينحيه عن الأحياء حين
في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميل
ان خير الصبر ما كان على الخطب الجليل
واتركي اللطم على الخد واعلان العويل
ثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين
اجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمي
اطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
واذكري اني في حفظهم طٌل دمي
ليتني بينهم كالانف بين الحاجبين
أخت آتيني بطفلي أره قبل الفراق
فأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراق
يتلوى ظمأ والقلب منه في احتراق
غائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين
فبكى لما رآه يتلظى بالأوام
بدموع هاميات تخجل السحب السجام
ونحا القوم وفي كفيه ذياك الغلام
وهما من ظمإ قلباهما كالجمرتين
فدعا في القوم يا لله للخطب الفظيع
نبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيع
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع
لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
عجلوا نحوي بماء اسقه هذا الغلام
فحشاه من أوام في اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عن القول بتكليم السهام
وإذا بالطفل قد خر صريعاً لليدين
فالتقى مما هما من منحر الطفل دما
ورماه صاعداً يشكوا الى رب السما
وينادي يا حكيم انت خير الحكما
فجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
وأغار السبط للجلي بمأمون العثار
اذ اثار الضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار
ذكر القوم ببدر وبأحد وحنين
بطل فرد من الجمع على الابطال طال
أسد يفترس الاسد على الآجال جال
ماله غير اله العرش في الاهوال وال
ماسطى في فرقة الا تولت فرقتين
ماله في حومة الهيجاء في الكر شبيه
غير مولانا علي والفتى سر أبيه
غير ان القوم بالكثرة كانوا متعبيه
وهو ظام شفتاه اضحتا ناشفتين
علة الايجاد بالنفس على الامجاد جاد
ما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حاد
كم له فيهم سنان خارق الاكباد باد
وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين